توقّع الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب أن يستمر محمد
حسني مبارك رئيس الجمهورية في منصبه لمدة 6 أعوام أخرى، على اعتبار أنه من سيحسم
معركة الانتخابات الرئاسية المقرر لها عام 2011.
واستطر الفقي في تصريحات نشرها موقع جريدة القدس العربي يوم الأربعاء: "هذا هو
الأفضل لمصر في هذه الفترة بسبب الأحداث العاصفة التي تشهدها المنطقة والعالم".
وأشار في ندوة عقدت في نادي هليوبوليس بالقاهرة إلى أن مشكلة الانتخابات المصرية
تتمثل في العملية ذاتها وليس في شخص المرشحين، وقال إن الحكومة تقوم بتزوير
الانتخابات مادياً والإخوان يزورونها معنوياً وذلك برفع شعارات تلعب على الوتر
الديني، كشعار الإسلام هو الحل وغيرها من الأساليب النفسية التي يتبعونها للتأثير
في نفوس المواطنين.
وعلق الفقي على ما يحدث بين مصر والجزائر بعد التطورات الأخيرة بين البلدين بسبب
مباراة منتخبي مصر والجزائر قائلاً: "الموضوع له أبعاد سياسية أعمق من فكرة كونها
مباراة كرة قدم تحتمل الهزيمة والانتصار".
ودعا إلى ضرورة أن تقوم الحكومة المصرية بتقديم خطاب لجامعة الدول العربية تشكو
فيه تصرفات غير مسؤولة من دولة عربية عضو تجاه دولة أخرى، حيث سيتم تشكيل لجنة فنية
للبحث في تطورات الموضوع، وذلك كحل سريع على المدى القصير، معلقًا: "لو اخترنا لجنة
من دول عربية
سنخرج مخطئين بنسبة مائة بالمئة، لذا لابد من مراعاة أن تكون
اللجنة المشكلة مكونة من دول ليست عربية، خاصة بعدما استخدم الجزائريون قضية غزة في
الاستحواذ على التعاطف السوداني للتنكيل بنا، بجانب كون معالجتنا للوضع غير صحيحة،
خاصة أن مصر لا يوجد لديها مشروع قومي حقيقي خاص بمعاملة المصريين في الخارج".
وأكد الفقي أن الجانب المصري لا بد له من إحياء العلاقات الإقليمية والعالمية،
حيث سيقام الدور المصري بالاعتماد على المواجهة مع ثلاث قوى، وهي إيران وتركيا
وإسرائيل، بجانب تطوير مشروع جامعة الدول العربية، فهذا هو أملنا الوحيد الذي ما
زال متبقيًا لدينا.
وعن إجراءات الجانب المصري، أعلن: "الحكومة المصرية كانت على علم بما يحدث داخل
الأراضي السودانية بتوافد مجموعات عصابية قبل يوم المباراة بـ 48 ساعة، ومع ذلك
بعثت إليهم بأولادنا كأننا ذاهبون كي نهزمهم ونلتقط صورة ونعود".
وشدد الفقي على ضرورة إعادة صياغة العلاقات العربية العربية والعلاقات المصرية
الدولية، وأن تكون مصر هي المتحدث والمفاوض الأساسي باسم العرب، خاصة فيما يخص
القضية الفلسطينية، لأن مصر هي الدولة الوحيدة التي قامت بدفع ثمن القضية
الفلسطينية، لذا لابد لها من استعادة وضعها في المنطقة، وأن تكون نداً لإيران
بإقامة تداخل واشتباك حواري معها من أجل تعريفها بأننا الدولة الكبرى في المنطقة
ولا يحق للإيرانيين أن يتحدثوا باسم العرب بالنيابة عن مصر، فإيران ليست إلا شريكاً
في القضية، لأنها تقع في النطاق العربي معنا، موضحاً أن الإيرانيين أنفسهم ينظرون
لمصر على أنها بلد الأزهر الشريف الذي يتطلعون إليه كي يقود العلم سنته وشيعته،
مؤكداً على أن ما يبدر من بعض الدول العربية من تصرفات، سواء كانت مسؤولة أو غير
مسؤولة ما هي إلا محاولات وتطلعات تنافسية لقيادة الخليج وسلب مصر دورها في
المنطقة.
وعن الملف النووي المصري، أعرب أن الملف النووي المصري مشروع قومي وطني من
الدرجة الأولى سيعطي لمصر وضعها في العالم، فالعلاقات الدولية لا تعرف الحب أو
الكراهية، لكنها تؤمن بأن هناك دولاً نخاف منها وأخرى نستخف بها، مؤكداً على أن
القوة هي التي تصنع العدالة، لذا طالب بسرعة البدء والاستكمال وعدم تركه في منتصف
الطريق فمن عاداتنا الأصيلة التي نتسم بها هي عدم الاستكمال.
وبالنسبة للوضع الإسرائيلي بالمنطقة، أوضح أن إسرائيل تريد حل المشكلة
الفلسطينية على حساب أرض عربية، مؤكداً على أنه لن يسمح باللعب في الخريطة التي
رسمها الفراعنة، ورافضاً للسياسة الأمريكية المزدوجة التي قد تبيح لإسرائيل ما
ترفضه لإيران.
أما عن الإخوان والمشاكل التي يسببونها للنظام والحزب الحاكم ، أوضح أن مشكلتهم
معه تمثلت في اختزالهم لمشاكلهم مع الحزب الحاكم معه'في دائرة دمنهور، مؤكداً على
أنهم ليسوا إلا بالأقلية المنظمة، والأصوات التي حصلوا عليها في الدورة البرلمانية
السابقة ما هي إلا أصوات عقابية للحكومة ولا تمثل الوضع الحقيقي للشارع المصري،
فشعبيتهم ليست حقيقية، فهم صعدوا بعض الشيء بسبب فشل الآخرين، مؤكداً بأنهم لن
يصلوا للحكم مهما فعلوا، لذا من الضروري مواجهتهم بعمل حياة سياسية حقيقية.