"القدوة الحسنة.. إنها العنصر الغائب من حياتنا، ولو كان للقدوة الحسنة مكانٌ في حياتنا لما كان هناك ضياع وفقر، وجهل ومرض.. ما أصدق الشاعر الذي قال:
إذا كان رب الدارِ بالدف ضاربًا فشيمةُ أهل الدار كلهم الرقصُ
ويقال إن القائمين على الحكم ينفقون على عمليات الاستفتاء والانتخابات الصورية مئات الملايين من الجنيهات.. اللجان.. الدعايات.. اللافتات.. ثم تأتي العناوين الضخمة الصاخبة في الصحافة: النتيجة 97% من الأصوات الصالحة.. وأعتقد- ويعتقد المواطنون جميعًا- أن الذين يُدلون بأصواتهم على مستوى الجمهورية كلها لا يزيدون على 0.5%، ولكنه:
الشعب المغلوبُ المضروبْ
الشعبُ المنكوب المنهوبْ
تمضي الأيامُ ولا يمضي
ينتابُ الذلُّ بنيه.. ولا يثأرْ
بلد قد يفخرُ
أن الجلادَ الأعظمَ بالنعلِ رماهْ
رحم الله المتنبي يا سادةْ
حين رماه سيفُ الدولةِ بدواةِ الحبرْ
ترك الوطنَ وسيفَ الدولةْ
كان يرى أن كرامةَ شاعرْ
أثقل في ميزان الحق وميزانِ العقلِ
من ذهبِ السلطانْ
من كل التيجانْ
ولذلك هاجرْ
لكنْ قبلَ الهجرةِ قالْ:
(سيعلم الجمعُ ممن ضمَّ مجلسُنا
بأنني خيرُ من تسعى به قدمُ)
يا سادةْ:
مَنْ للوطنِ المقهورِ المغلوبْ
مصرِ المخروسةِ
بالسوطِ وبالسجنِ وبالسجانْ؟؟!!
من يحميها أو ينقذها من أدران الذلْ
من عصبة شر ضمَّتْ فيها الأبلهَ والمأفونْ
والظالمَ والمجنونْ
مِنْ قادةِ هذا الوطنِ المطحونْ؟
آهٍ.. يا وطني
يا وطنَ الحزنِ الضاري..
يرحمك اللهْ