في ليلة من اليالي الحالكة , وضعت آيلين زهور الوتس على قبر شخصٍ عزيز ٍ عليها , وسألت له الرحمة ..وبدأت تغوس في ذكراه..وتنذرف دموعٌ منها غلى ضريحة قبره..
فجأة
أحست بأنامل رقيقة ترفع خصلات شعرها عن كتفها وتمسح دمعتها قائلةً:أمي لما تبكين كالأطفال.
تبسمت آيلين ولامست يد إبنتها وقالت:لن أبكي مرة أخرى كالأطفال ياصغيرتي أعدك.
وقامت بإحتضانها بين ذراعيها حضناً شديداً.
كانت تراقبها ساكنة من وراء ثلاث قبور , فتجرأت بإظهار نفسها وذهاب إليها ومحادثتها
``سيدتي أسفة على إزعاجك لكن من كنتِ تحادثين؟!``.
أجابتها وهي تنظر إليها نظرة الإستغراب والإستنكار : كنت أتحدث مع إبنتي ألا تريها ..إنها هنا في حضني.
تفجأت ساكنة من كلامهافشعرت أن بها شيئاً من الجنون : ``سيدتي إني لا أرى إلا يداكِ المربوطتان بجسدكِ`` .
علمت آيلين في ذلك الوقت أنها فقط كانت في عالم من الخيال.. وإبنتها دوراً يمثل في ذلك الخيال..
فحملت حقيبتها وورحلت دون أن تكترث بساكنة وتتتلفظ ُبكلمات تأنيباً لنفسها:تبا لكِ أيتها الفتاة أنتِ لست ضعيفة ....ولست مجنونة....إبنتي لما رحلتِ....آخ يالا الحياة القاسية ...
شعرت ساكنة بحزن هذه الإمرأة ..فذهبت تركض مسرعة تناديها بأعلى صوتها.. ولكن لم تكترث آيلين مجداداً لها.. فقد عادت تهزُ رأسها وترى خيال إبنتها وتحادثها ..
إبنتي تعالي إلى حضني .... تعالي فلم تري من الحياة كثيراً .....لما وجهك مليئاً بدماء.... لما عيناكِ جحظتان... لا تذهبي يا صغيرتي ... فقد جن جنوني للبحث عنكِ...
توقفت ساكنة عند طريق ما.. شعرت أنها ابتعدت عن حدود القبر ولم تعد السيدة آيلين واضحة بين الضباب
فعادت إلى عتبة منزلها .. مطأطاة الرأس..مستاءة أنها لم تستطيع مساعدتها....
خرج العجوز ومعه الحفارة فأرخى قبعته وبدأ بالحفر
سمعت ساكنة بصوت حفر يصدر من الخارج فعلمت بأن هناك جثة جديدة
أتت إلى عالم يجتاحه الغربة والظلام.
فخرجت من منزلها لترى من هو الجديد في هذا العالم
فقد وجدتها سيدة من الواضح أنها في العقد الثاني من عمرها
جميلة ذات شعر أشقر وطويل.. لكن للأسف مافائدة جمالها بعد دخولها إلى هذا العالم..
أنتهى السيد حفار من حفر القبر ثم وضع الجثة عليه... ورحل إلى منزله..
لكن مازالت ساكنة تحدق بقبر السيدة .. و تضع كل مخيلاتها عليها
فجأة صوت صراخِ ٍ عال ٍ يخترقُ مخيلتها ... إنه صراخ سيدتان يركضان مسرعتان إلى القبر السيدة..
وبدأ المطر بالهطول وليته لم يهطل فقد شارك هطوله أدمع السيدتان
فقد أختلطت دموعهم مع قطرات المطر
وقفت ساكنة مندهشة من منظرهما فرفعت دقن أحداهن وقالت : مابال لكما؟ أتعرفانها...
فردت إحدهن غاضبة: مابالكِ أنتِ.. ألا ترينَ دموعنا تنزف حزناً, إنها صديقتنا , فقد كنا مسرعات لتوديعها .. ولم يحالفنا الحظ..
أخبرنا سيد حفار بخبر وفاتها فقد كان أبشع خبر سمعناه على الإطلاق ..
أستغربت ساكنة قليلاً فكيف لهما أن يعرفا سيد حفار وهو يسكن
بجوار مسكنها.. حيث أنه لا يخرج ولا يرى أحداً.. فبادرت
بسألهما: كيف لكما ان تعرفا السيد حفار .. فهو يسكن بقربي
لايرى أحداً ولا يتحدث لأحد قط...
أجابت إحدهن قائلة: أنتِ لا تعلمين سيد حفار جيداً.. كان أسمه
(نيكولاس جانت) .. كان يعمل في جامعة هوستين التي كنا نحن
الثلاث ندرس فيها..
ونسكن في شقة واحدة.
كان يعمل كعامل نظافة.. ويهتم بترتيب والتنسيق ليوم الحفلات..
.فجأتنا السنة الأخيرة .. أتت في غمضة عين.. فكانت أقسى
مارأينا..وكان السيد حفار يجهز لذلك اليوم..
وبعدها بدأت قسوة الأيام تُوضح...ففرقتنا وذهبت كلٍ منا على حدا
مع والديها ...
منا من عشقت و تزوجت ... ومنا من ُتكمل دراستها.... ومنا من
توفيت الأن...
حزنت ساكنة عليهن... فشاركتهن أحزانهم وغرقوا في الحديث
يتعارفون ...حتى أقترب وقت الغروب...و شعرتا الفتاتان بانهما
متعبتان ..
فستأذنا ساكنة على الرحيل ..وأخبراها بأنهما سوف يعودا ..مرة
لزيارتها ... وزيارة صديقتهما
بدأ سكون الليل يغطي المكان ...اخذت ساكنة الكمان... لتعزف
الأوتار الحزينة فوق ..صديقتهما... وذرفت دمعة
منها...وتتسائل:أهذه الصداقة التي لم أجرأ على تجربتها؟...
أيعقل أن الصداقة هكذا...يكترث لك شقيق.. ويبكي لك
حبيب..ويتسارع عزفها ويبطء..ملاحقاً لمشاعرها.
فجأة
أحست بأنامل رقيقة ترفع خصلات شعرها عن كتفها وتمسح دمعتها قائلةً:أمي لما تبكين كالأطفال.
تبسمت آيلين ولامست يد إبنتها وقالت:لن أبكي مرة أخرى كالأطفال ياصغيرتي أعدك.
وقامت بإحتضانها بين ذراعيها حضناً شديداً.
كانت تراقبها ساكنة من وراء ثلاث قبور , فتجرأت بإظهار نفسها وذهاب إليها ومحادثتها
``سيدتي أسفة على إزعاجك لكن من كنتِ تحادثين؟!``.
أجابتها وهي تنظر إليها نظرة الإستغراب والإستنكار : كنت أتحدث مع إبنتي ألا تريها ..إنها هنا في حضني.
تفجأت ساكنة من كلامهافشعرت أن بها شيئاً من الجنون : ``سيدتي إني لا أرى إلا يداكِ المربوطتان بجسدكِ`` .
علمت آيلين في ذلك الوقت أنها فقط كانت في عالم من الخيال.. وإبنتها دوراً يمثل في ذلك الخيال..
فحملت حقيبتها وورحلت دون أن تكترث بساكنة وتتتلفظ ُبكلمات تأنيباً لنفسها:تبا لكِ أيتها الفتاة أنتِ لست ضعيفة ....ولست مجنونة....إبنتي لما رحلتِ....آخ يالا الحياة القاسية ...
شعرت ساكنة بحزن هذه الإمرأة ..فذهبت تركض مسرعة تناديها بأعلى صوتها.. ولكن لم تكترث آيلين مجداداً لها.. فقد عادت تهزُ رأسها وترى خيال إبنتها وتحادثها ..
إبنتي تعالي إلى حضني .... تعالي فلم تري من الحياة كثيراً .....لما وجهك مليئاً بدماء.... لما عيناكِ جحظتان... لا تذهبي يا صغيرتي ... فقد جن جنوني للبحث عنكِ...
توقفت ساكنة عند طريق ما.. شعرت أنها ابتعدت عن حدود القبر ولم تعد السيدة آيلين واضحة بين الضباب
فعادت إلى عتبة منزلها .. مطأطاة الرأس..مستاءة أنها لم تستطيع مساعدتها....
خرج العجوز ومعه الحفارة فأرخى قبعته وبدأ بالحفر
سمعت ساكنة بصوت حفر يصدر من الخارج فعلمت بأن هناك جثة جديدة
أتت إلى عالم يجتاحه الغربة والظلام.
فخرجت من منزلها لترى من هو الجديد في هذا العالم
فقد وجدتها سيدة من الواضح أنها في العقد الثاني من عمرها
جميلة ذات شعر أشقر وطويل.. لكن للأسف مافائدة جمالها بعد دخولها إلى هذا العالم..
أنتهى السيد حفار من حفر القبر ثم وضع الجثة عليه... ورحل إلى منزله..
لكن مازالت ساكنة تحدق بقبر السيدة .. و تضع كل مخيلاتها عليها
فجأة صوت صراخِ ٍ عال ٍ يخترقُ مخيلتها ... إنه صراخ سيدتان يركضان مسرعتان إلى القبر السيدة..
وبدأ المطر بالهطول وليته لم يهطل فقد شارك هطوله أدمع السيدتان
فقد أختلطت دموعهم مع قطرات المطر
وقفت ساكنة مندهشة من منظرهما فرفعت دقن أحداهن وقالت : مابال لكما؟ أتعرفانها...
فردت إحدهن غاضبة: مابالكِ أنتِ.. ألا ترينَ دموعنا تنزف حزناً, إنها صديقتنا , فقد كنا مسرعات لتوديعها .. ولم يحالفنا الحظ..
أخبرنا سيد حفار بخبر وفاتها فقد كان أبشع خبر سمعناه على الإطلاق ..
أستغربت ساكنة قليلاً فكيف لهما أن يعرفا سيد حفار وهو يسكن
بجوار مسكنها.. حيث أنه لا يخرج ولا يرى أحداً.. فبادرت
بسألهما: كيف لكما ان تعرفا السيد حفار .. فهو يسكن بقربي
لايرى أحداً ولا يتحدث لأحد قط...
أجابت إحدهن قائلة: أنتِ لا تعلمين سيد حفار جيداً.. كان أسمه
(نيكولاس جانت) .. كان يعمل في جامعة هوستين التي كنا نحن
الثلاث ندرس فيها..
ونسكن في شقة واحدة.
كان يعمل كعامل نظافة.. ويهتم بترتيب والتنسيق ليوم الحفلات..
.فجأتنا السنة الأخيرة .. أتت في غمضة عين.. فكانت أقسى
مارأينا..وكان السيد حفار يجهز لذلك اليوم..
وبعدها بدأت قسوة الأيام تُوضح...ففرقتنا وذهبت كلٍ منا على حدا
مع والديها ...
منا من عشقت و تزوجت ... ومنا من ُتكمل دراستها.... ومنا من
توفيت الأن...
حزنت ساكنة عليهن... فشاركتهن أحزانهم وغرقوا في الحديث
يتعارفون ...حتى أقترب وقت الغروب...و شعرتا الفتاتان بانهما
متعبتان ..
فستأذنا ساكنة على الرحيل ..وأخبراها بأنهما سوف يعودا ..مرة
لزيارتها ... وزيارة صديقتهما
بدأ سكون الليل يغطي المكان ...اخذت ساكنة الكمان... لتعزف
الأوتار الحزينة فوق ..صديقتهما... وذرفت دمعة
منها...وتتسائل:أهذه الصداقة التي لم أجرأ على تجربتها؟...
أيعقل أن الصداقة هكذا...يكترث لك شقيق.. ويبكي لك
حبيب..ويتسارع عزفها ويبطء..ملاحقاً لمشاعرها.