الكتاب المرعب

في احدى المرات واثناء دخولي احدى المكتبات الروحانية وجدت كتابا يعلم كيفية استعمال الكتابة بطريقة لا ارادية فاشتريته من باب الفضول ومن الطبيعي فور الانتهاء من مشاغلي بدأت اقلب صفحاته وبدات اطبق خطواته والكتاب باختصار يعلمك طريقة لتنشيط قواك الروحانية بطريقة ما ومن المفترض بعد ذلك ان تنجح في التطبيق والتطبيق كان ان تجلب ورقة وقلم وتجلس بتركيز وتمسك القلم وتضعه باتجاه الورقة وبوضع يشبه الذي يود القيام بالكتابة ومن المعلوم قبل التطبيق عليك القيام ببعض التحصينات والاسترخاءات المطلوبة ثم تبدأ بطرح سؤال معين وتترك العنان ليدك وقلمك بالكتابة دون النظر الى ما تفعله يداك او حتى التركيز عليها وهذا هو اصعب المراحل في بداية التمرينات كانت الشخبطات عجيبة غريبة وكانت عبارة عن دوائر كبيرة وصغيرة وتقاطعات لا معنى لها ومن المهم ان لا تضع فكرة معينة براسك فقط دع مخك فارغ من الافكار كي لا ترسم ما تفكر به ولا اخفيكم سرا قمت بهذه التمارين ايام طويلة متواصلة حتى بدات الكتابات تتوضح والحروف بدا حجمها يصغرلتتناسب مع حجم الورقة ويوم بعد يوم تحسنت الاوضاع لكن المشكلة كانت في محتوى الكتابات فلم احصل على معلومة تفيدني بشئ والكثير منها كانت تهديدات اوشتائم او اشياء مخيفة كنت انظر لها باستغراب على سبيل المثال في احد المرات كتبت يدي مايلي انتبهي انا حمار اخضر مخطط كبير الحجم واذا تريدي رؤيتي اصعدي الى الطابق العلوي فانا استلقي الان في سريرك !!!! فما كان مني الا ان رميت القلم لاسرع مثل الصاروخ الى سريري لارى من فيه فلم اجد اي شئ ولا حتى اثار لوجود شئ فتركت الامر وحللته على انه افرازات العقل الباطن وكلها مخاوفي الشخصية بالرغم من اني لم ارى حمار اخضر بحياتي ولكن من يعرف ماذا يدور بعقولنا الباطنية فلعنت الكتاب المرعب وتركت الموضوع لمدة شهر ولم اكن قد وضعت بحسباني اني ساعود لهذه السخافات مرة اخرى .

وفي مرة من المرات اتصلت بي قريبة لتخبرني خبرا مفاده ان احدى الصديقات المشتركة خرجت الى البحر مع مجموعة من الاقارب واستاجرو عدد من الدراجات المائية وكانت هي ايضا تقود احدهم ولكنهم وسط البحيرة تفرقو وبعد ساعة او قل عاد الكل الا هي فاصابهم الهلع وانتظرو ساعات ولم ترجع وجاءت الشرطة وفرق البحث دون جدوى لان الضلام كان قد خيم والرؤيا اصبحت متعسرة وعليهم الانتظار حتى ساعات الفجر والبدء بالبحث من جديد وطبعا تلك الساعات كانت صعبة جدا فاتصلو بي ليخبروني عن الحادث .

وعند سماعي الخبر حزنت بشدة وتذكرت الكتاب المرعب ولم يكن امامي الا الحمار الاخضر لاطلب مساعدته عسى ان يهديه الله ويخبرني شيئا واسرعت باحظار الورقة والقلم لاجرب فهذه فرصة جيدة للتاكد من حقيقة الامر وبعد التحصين طلبت وركزت بالتواصل مع روح الوالدة المتوفاة لتلك الشابة وبعد جهود مضنية من دخول العديد من الفضوليين (الارواح) دخلت واحدة ومن المفترض انها والدتها وقالت لي اسمها ومعلومات اخرى واختصارا للامر قالت لي ما نصه ان ابنتي حيه وليست غرقانة وهي تجلس على درجاتها طافية على الماء في احد اطراف البحيرة وان دراجتها افرغت وقودها ولذلك لا تتمكن من قيادتها والعودة وكررت عليها السؤال هل هي ميتة قالت ...لا انها حية ولكنها تكاد تموت من البرد وطلبت منها دليل اخر على صحة كلامها فاعطتني الوان ملابسها وانهيت الامر وودعت الوالدة وباقي ارواح الفضوليين وانتظرت ان اسمع الاخبارالحقيقية فما هي الا ساعات والفجر بان والشرطة عثرت على الفتاة حية... تماما بالحرف كما اخبرتني امها وعند سؤالي عن لون فستانها جاء مطابقا للالوان التي ذكرتها روح والدتها والفتاة كانت بالفعل متجمدة ولونها ازرق من برودة الماء ليلا .

الان ما رايكم ؟ هل فعلا كانت روح الوالدة قد حضرت واخبرتني بالامر ام كان اللاوعي ام قوة روحانية عالية شديدة بسبب لهفتي الكبيرة عليها ام قرين الفتاة ام ماذا ..؟؟

علما اني لم اكرر التجربة ثانية لان هذه التجربة كانت الوحيدة الصاقة من كل باقي التجارب