قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري | يا ليلُ ، هل خيرٌعن الفجر |
حالت نجومك دون مطلعه | لا تبتغي حِوَلاً، ولا يسري |
وتطاولَتْ جُنْحاً، فخُيِّل لي | أَن الصباحَ رهينة ُ الحشر |
أَرسيتَها وملكتَ مذهبَها | بدجنة ٍ كسريرة الدهر |
ظلمٌ تجيء بها وترجعها | والموجُ منقلبٌ إلى البحر |
ليت الكرى وموسى فيوردها | فرعون هذا السهد والفكر |
ولقد أَقول لهاتفٍ سحراً | يبكي لغير نوىص ولا أسر |
والروضُ أخرسُ غير وسوية ٍ | خَفَقَ الغصونِ، وجرْية الغُدْر |
والطيرُ مِلءُ الأَيْكِ، أَرؤُسُها | مثلُ الثمار بدت من السِّدْر |
ألقى الجناحَ ، وناء بالصدر | ورنا بصفراوين كالتبر |
لكهم السهادُ بيوتَ هدبها | وأَقام بين رُسومِها الحُمْر |
تهدا جوانحه ، فتحسبه | من صَنْعة الأَيدي أَو السِّحْر |
وتثور، فهْوَ على الغصون يَدٌ | علقتْ أناملها من الجمر |
يا طيرُ، بُثَّ أَخاك ما يَجري | إنَّا كِلانا مَوْضِعُ السِّرّ |
بي مثل ما بك من جوى ً ونوى ً | أنا في الأنام ، وأنت في القمر |
عبث الغرام بنا وروعنا | أنا بالملام ، وأنت بالزجر |
يا طيرُ، لا تجزَعْ لحادثة ٍ | كلُّ النفوسِ رهائنُ الضرّ |
فيما دهاك لو اطَّلعتَ رضًى | شرٌّ أخفُّ عليك من شرّ |
يا طيرُ، كَدْرُ العيشِ لو تدري | في صفوه، والصفْوُ في الكَدْر |
وإذا الأُمورُ استُصعِبَتْ صَعُبَتْ | ويهون ما هوّنتَ من أَمر |
يا طيرُ، لو لُذْنا بمصْطَبَرٍ | فلعلّ رُوحَ الله في الصَّبْر |
وعسى الأَمانيُّ العذابُ لنا | عونٌ على السلوان والهجر |