رَوّعوه ؛ فتولَّى مغضِبا | أَعلِمتم كيف ترتاعُ الظِّبا؟ |
خُلِقت لاهِية ً ناعمة | رُبَّما رَوَّعها مرُّ الصَّبا |
لي حبيبٌ كلَّما قيل له | صَدَّقَ القولَ ، وزكذَى الرِّيبا |
كذاب العُذَالُ فيما زعمو | أَملي في فاتِني ما كذبا |
لو رَأَوْنا والهوى ثالثُنا | والدُّجى يُرخي علينا الحُجُبا |
في جِوار الليل، في ذمَّتِه | نذكر الصبحَ بأنَّ لا يقربا |
مِلءُ بُرْدَينا عفافٌ وهوى | حفظ الحسنَ ، وصنتُ الأدبا |
يا غزالاً أَهِلَ القلبُ به | قلبي السَّفْحُ وأَحْنى ملْعبا |
لك ما أَحببت مِنْ حَبَّتِه | منَهلاً عذباً ، ومرعى ً طَيِّبا |
هو عندَ المالِكِ الأوْلى َ به | كيفَ أشكو أنه قد سُلِبا؟ |
إن رأَى أَبْقَى على مملوكه | أَو رأى أتلفه واحتسبا |
لكَ قدٌّ سجدَ البانُ له | وتمَّنت لو أقلَّتْه الرُّبى |
ولِحاظٌ، من معاني سحره | جمع الجفنُ سهاماً وظُبى |
كان عن هذا لقلبي غُنْيَة ٌ | ما لقلبي والهوى بعد الصِّبا؟ |
فِطرتي لا آخُذ القلبَ بها | خُلِقَ الشاعِرُ سَمحاً طَرِبا |
لو جَلَوْا حُسْنَكَ أَو غَنَّوْا به | للبيدٍ في الثمانين صَبا |
أيها النفسُ ، تجدّين سُدى ً | هل رأيتِ العيشَ إلا لَعِبا؟ |
جَرِّبي الدنيا تَهُنْ عندكِ، ما | أَهونَ الدنيا على من جرّبا!! |
نلتِ فيما نِلْتِ من مَظهرها | ومُنِحْتِ الخلدَ ذكراً، ونَبَا |